
شهد مجال علم النفس تحولًا كبيرًا بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح من الممكن تحليل أنماط السلوك البشري، وتقديم استشارات نفسية، وتعزيز الصحة العقلية عبر منصات ذكية. تساعد هذه الأدوات في تحسين دقة التشخيص وتوفير دعم نفسي أكثر كفاءة للأفراد، مما يعزز من فرص العلاج المبكر والوقاية من الاضطرابات النفسية يُعد علم النفس أحد المجالات التي شهدت تطورًا ملحوظًا نتيجة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أساليب التشخيص والعلاج.
في مسار متصل، يعتقد البروفسور رودني بروكنز من «معهد ماساشوستس للتقنية»، أن كومبيوتر المستقبل ربما يتوصل إلى «مناظرة عقل الإنسان»، إذا استطاع أن «يتعلم كالإنسان ويراكم تجاربه وخبراته مثله». ويدير بروكنز إنساناً آلياً، يسمية «كوغ» تدليلاً. ويملك ذلك الروبوت كاميرات حسّاسة هدفها تعريض «عقله الاصطناعي» إلى التجربة الحسيّة المتمثلة في البصر عند البشر، ولواقط للصوت لتجربة السمع، بل إنه مكسو بجلد اصطناعي مملوء بألياف السيليكون المحملة بالرقاقات الإلكترونيّة، بهدف تقليد تجربة «الحس»!
هناك عدد من المسابقات والجوائز لتشجيع البحث في مجال الذكاء الاصطناعي. المجالات الرئيسية التي عززت هي: الذكاء العام للآلة، سلوك المحادثة، تحليل البيانات، السيارات المتحركة دون سائق (السيارات ذاتية القيادة)، والروبوت لكرة القدم والألعاب.
يتَّضح أنَّ الذكاء الاصطناعي قد أصبح لاعباً أساسياً في تحسين خدمات الصحة النفسية، ومن خلال توفير أدوات ذكية مثل الدردشات الاصطناعية وتحليل البيانات الضخمة، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز وصول الأفراد إلى الرعاية والتنبؤ بمشكلات الصحة النفسية بشكل مبكر.
على الرغم من التحديات والاعتبارات الأخلاقية، إلا أنَّ النتائج الإيجابية التي أظهرتها الدراسات تفتح آفاقاً جديدة لتحسين جودة الرعاية النفسية وتعزيز صحة الفرد بشكل شامل؛ لذلك يتعين علينا أن نستفيد من هذه التكنولوجيا استفادة حكيمة، مع التركيز على الشفافية والأخلاقيات، لضمان أنَّ الذكاء الاصطناعي يؤدي دوراً فعالاً في دعم الصحة العقلية للمجتمع بشكل فعال ومستدام.
من المتوقع أن يستمر الذكاء الاصطناعي في التطور ليصبح أكثر تكيفًا مع احتياجات الصحة النفسية. في المستقبل، قد يتم دمج التعلم العميق مع الاستشارات النفسية لتقديم توصيات أكثر دقة وفعالية.
الإبداع الإنساني الذكاء الاصطناعي في علم النفس في التفكير وحل المشكلات لا يمكن محاكاته بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.
هذا يمكن أن يعزز من فعالية البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تحسين الرعاية النفسية في المجتمع.
الذكاء الاصطناعي في علم النفس المعرفي: تأثيراته واستخداماته الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي في علم النفس المعرفي: تأثيراته واستخداماته رويدة سالم
رغم التقدم الهائل، لا يزال الذكاء الاصطناعي أداة داعمة وليست بديلاً للأخصائيين النفسيين. الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الإحساس الإنساني والتفهم العاطفي، وهما عنصران أساسيان في تقديم الدعم النفسي.
انظر تاريخ الذكاء الاصطناعي، وانتكاسة الذكاء الاصطناعي، أو فرانك روزنبلات. ^
تأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز تجربتك في مجال الصحة النفسية بدلاً من الاعتماد الكلي عليها، واستمر في تطوير نفسك من خلال التعلم والتفاعل مع المحترفين.
اتفق عدد الامارات كبير من الفلاسفة وعلماء النفس والمختصين في الذكاء الاصطناعي، على وجود خصائص فريدة للوعي الإنساني تجعله أكثر من مُجرد تراصُف معلومات وحساب احتمالات، حيث تتمثّل إحدى تلك الخصائص في كيفية تحوُّل الحواس لمُدركات حسيّة، ثم اندراجها في نسيج الوعي الذاتي أو ما يعرف ب “التَجرِبة الذاتيّة”.
يستغرب الكثيرون من مساهمة علوم النفس في نقاشات حول الذكاء الاصطناعي، ولعل ذلك الإشكال يزول عند معرفة أن العلوم النفسية تبحث في مسائل من صميم عمل الذكاء الاصطناعي، كالإدراك، وعلاقة الدماغ بالقدرات المعرفية المتنوعة، وطُرق تَكَوُّن الذاكرة، وأنواع الذاكرة وغير ذلك.